{

رحلة متفوّقي مدرسة تاونزة العلمية "تقرير الفوج 1"

  • الرئيسة
  • رحلة متفوّقي مدرسة تاونزة العلمية "تقرير الفوج 1"
رحلة متفوّقي مدرسة تاونزة العلمية "تقرير الفوج 1"

  • مشاركة المقال :

رحلة متفوّقي مدرسة تاونزة العلمية "تقرير الفوج 1"

تشجيعا للطّلبة الّذين حقّقوا نسبة مشرّفة جدّا في شهادة التّعليم المتوسط للموسمين المنصرمين، نظّمت مدرسة تاونزة العلمية رحلة ترفيهية تثقيفية إلى مدينتي الجزائر العاصمة وباتنة من يوم السّبت 19 مارس 2016م إلى غاية يوم الجمعة 25 مارس 2016م.

 

...جاء اليوم الموعود، فتقاطر الطلبة مِن كلّ حدبٍ وصوبٍ إلى المدرسة، فرحين باللّحظة التّي طال انتظارها، ألم يقل الشّاعر الحكيم (الإمام الشّافعي):

 

تغرّب عن الأوطان في طلب العلا * * * * * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

 

تـفــــرّج هـــمّ واكـتــــسـاب مـعـيـــشــة * * * * * وعِـلم وآداب وصــــحـبــة مــــــــــاجد

 

أقمنا صلاتي الظّهر والعصر جماعة ثمّ حزمنا الأمتعة فكانت وِجهة الحافلة الأولى صوب الجزائر العاصمة والثّانية صوب مدينة باتنة. شَدَدْنَا رَحْلَنَا في حدود السّاعة 14:30 مساءً بأهازيج وهتافات تعبيرا عن الفرحة التّي ترتسم على المحيّا، فطُويت المسافات لِتَحْتَضِنَنَا مدينة عين وسارة لأداء صلاتي المغرب والعِشاء ثمّ العَشاء، فواصلنا المسير إلى أن استقبلنا مركب شراقة، لنستريح فيه من مشاق الطّريق، فبعد الغفوة وأداء صلاة الفجر جماعة وتناول وجبة الفطور، كان الموعد في صبيحة اليوم الأوّل مع متحف باردو الّذي يحوي كنوزا للحضارات التّاريخية، حيث غُصنا في بحارها لننهل من معينها دُرَرًا،

 

ولم نشعر بالوقت إلّا بعد أن قَصَمَ ظهورنا، فأخذنا صورا تذكارية في عين المكان، ثمّ غادرنا صوب مركّب شراقة ليتواصل البرنامج. فبعد الغذاء والصّلاة والقيلولة التففنا حول النّشاط الثّقافي الّذي تخلّله كأس من الشّاي الْمُنَعْنَعِ لينفضّ الجمع بعدها لأداء صلاة المغرب جماعة ثم التّحليق لتلاوة ما تيسّر من القرآن الكريم، ثمّ متابعة حصة (لو كان بيننا) والتّعليق عليها، ليقف الجميع بعدها لأداء صلاة العشاء جماعة، ثمّ الجلوس حول موائد العَشاء، بعدها جلسة سمر تخلّلها تقييم لليوم الأوّل من الرّحلة، ليُسدل السّتار على اليوم الأول بالخلود إلى النّوم.

 

مع إشراقة الصّباح التّليد، حملنا الطّائر الغرّيد إلى حديقة (الصابلات) لتناول وجبة الفطور ثمّ التّنزّه فيها، لنجد أنفسنا بعد ذلك أمام مقر قناة (دزاير TV)، فاُستقبلنا أحسن استقبال وتعرّفنا بالشّرح الوافي والشّافي على مهام القناة المتمثّل في تجميع المادة وتحريرها وصولا إلى نشرها للمشاهدين. غادرنا المكان بعد أخذ صور للذّكرى لنواصل برنامجنا اليومي في مركب شراقة،

 

وكان الموعد مساءً في ملعب 5 جويلية أين وقفنا لمشاهدة مرافقه، ثم اخترنا ملعبا بمحاذاته للعب الكرة بعد أن تعذّر ذلك في أرضية 5 جويلية، بعدها عُدنا إلى مقرّنا لنواصل البرنامج الّذي كان كسابقه لينقضي اليوم المضني بإطفاء الأنوار والخلود إلى النّوم.

 

في صبيحة يوم الثلاثاء حزمنا الأمتعة وأخذنا لوازم الاستحمام، وغادرنا العاصمة باتجاه سطيف لملاقاة الأحبة القادمين من مدينة باتنة، وَطِئَتْ أقدامنا أرض سطيف وأَدَّيْنَا صلاتي الظّهر والعصر لنحلّق بعدها حول مائدة الغذاء، وقبل المغادرة نحو حمّام "السّخنة" اجتمعنا مع نظرائنا وأخذنا صورا تذكارية لنُكمل مسيرنا إلى الحمّام للاستحمام.

 

وبعد ذلك واصلنا سفرنا صوب مدينة باتنة ودخلناها بعد أن أرخى اللّيل سدوله، وتابعنا البرنامج اليومي المتمثل في الصلوات والوجبات والأنشطة الترفيهية التثقيفية.

 

كان الموعد في أوّل يوم بباتنة إلى تيمقاد هذا المَعلَم التّاريخي الذّي شيّده الرّومان وكأنّ لسان حالهم ومقالهم يردّدان قول الشّاعر الحكيم:

 

                         تلك آثارنا تدلّ علينا * * * * * فانظروا بعدنا إلى الآثار

 

تلقّينا شرحا وافيا وشافيا من المرشد الّذي عاد بنا في كبسولة الزّمن إلى عهد الرومان حيث شاهدنا الفنّ الّذي كانوا يتمتّعون به من ناحية العمران ومن ناحية حياتهم اليومية، وتمنّينا لو مكثنا مدّة أطول لكن سيف الوقت شُهر على رقابنا فغادرنا الصّرح العظيم صوب بوحمار المكان الذّي انبجس الماء من أرضه، فتناولنا وجبة الغذاء تحت زخّات المطر وغادرنا الوجهة إلى مقرّنا،

 

والجدير بالذّكر أنّنا قمنا بزيارة (مسجد 1 نوفمبر) أكبر مسجد بباتنة شيّده الشّيخ الحاج لخضر، وتلقينا شروحات من إمام المسجد الذّي تفاعل مع الطّلبة وأجاب عن تساؤلاتهم واستفساراتهم كان هذا بين صلاتي المغرب والعشاء، ليتواصل البرنامج بعد ذلك.

 

في صبيحة اليوم الموالي استمتعنا بزيارة حديقة التّسلية حيث قضينا أجمل اللّحظات بامتطاء اللّعب والعودة إلى الزّمن الجميل زمن الصّبا والذّكريات. مرّ الوقت سراعا فغادرنا الحديقة لتكملة البرنامج والتّسوّق في أزقة المدينة مساءً، فكان البرنامج محكما ودقيقا سار على ما خُطّط له، وختامًا للرّحلة بعد العِشاء والعَشاء قُيّمت الأيّام وأقيمت جلسة ختامية تحوي بقالات وصورا وتعاليق تخلّلها كأس مُنَعِنَعٌ، ثمّ انفضّ الجمع للنّوم استعدادا للرّحيل إلى مسقط الرّأس.

 

في يوم الجمعة غادرنا مدينة باتنة وفي جعبتنا الكثير من الذّكريات التّي لا تنمحي من الذّاكرة، وبعد عشر ساعات تقريبا وطِئت أقدامنا ولاية غرداية في حدود السّاعة الرّابعة مساءً، واختتم اللّقاء بأداء صلاة الظّهر والعصر، ثمّ كلمة من المسؤولين أَثْنَوْا فيها على المجهودات.

 

فشكرا للطّلبة على انضباطهم وتفاعلهم وشكرا للإدارة العامة والتّنفيذية ولرجال الخدمة وللمؤطرين الّذين ساهموا في إنجاح الرّحلة على أمل اللّقاء في مناسبات جميلة أخرى والحمد لله أولا وآخرا.      

 

0 تعليقات:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
الحقول المطلوبة محددة *